فوائد الملوخية للحامل وأضرارها

السلام عليكم متابعينا الأعزاء

 اليوم نعيش معكم قصة يتلذذ بها القارئ ، ويطرب بها السامع ، فهى قصة نبي من بنى البشر ، لديه قدرات ليست لكل البشر فهو تربي على يدِ موسى الكريم ، فكان من الأنبياء المقربين وذكرهُ الله تعالى في القرآن الكريم ، وأخبرنا عنه النبي محمد " صلى الله عليه وسلم "

أن أمر الشمس بعدم الغروب فأطاعته وقالت آمين ، فمن هو غير النبي يوشع بن النون عليه السلام !!

تبدأ القصة عندما أمر الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام بفتح الارض المقدسة ، فخرج نبي الله موسى عليه السلام مع بني اسرائيل من مصر متوجهاً بهم إلى بيت المقدس ، ليفتحها كما أمره الله سبحانه وتعالى ، وعندما اقترب منها ارسل سيدنا موسى جنوده للاستطلاع ، فلما رجعوا منها قالوا :

إن بها قوماً جبارين

فلما أمرهم موسى عليه السلام بالدخول عليهم وقتالهم ، قالوا :

يا موسى اذهب انت وربك فقتلا إنا ها هُنا قاعدون

 فعندما رفض بنُ اسرائيل القتال ، غضب سيدنا موسى عليه السلام غضباً شديداً ، فدعى عليهم وقال :

ربى اني لا أملك إلا نفسي وأخي فإفرق بيننا وبين القوم الفاسقين

 فاستجاب له ربه وقال تعالى :

" قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ " (26)

ثُم بعد ذلك توفي نبي الله موسى عليه السلام ، و تولى الخلافة بعدهُ النبي يوشع بن النون عليه السلام ، ذلك الفتى الذي ذهب معهُ يبحث عن الخضَر ، وهو الفتى المذكور في قولهِ تعالى :

" وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا " (60)

فصار ذلك الفتى نبياً على بني اسرائيل ،  وظل معهم فترة من الزمن حتى انقضت الاربعون سنة ، فلما انقضت جهزه يوشع بن نون عليه السلام للقتال ، وقال لهم :

أريد أن افتح بكم بيت المقدس ولكن بشرطٍ واحد

قالوا : 

فما هو يانبي الله ؟؟ 

قال :

- لا أريد أن يخرج معى للقتال رجل عقد على امرأةٍ ويريد أن يدخل بها لأن قلبه سيكون متعلقاً بإمرأته وليس بالقتال ، 

- ولا أريد ان يقاتل معى شخصاً قد بني بيتاً ولم يرفع سقفه أي لم يكتمل لأن قلبه سيكون مُعلقاً ببيته وليس في القتال ، 

- ولا أريد ان يقاتل معىَّ رجلاً عنده غنم ينتظر ولادتها لأن قلبه سيكون متعلقاً بها ، 

- ولكن أريد كل فارس شجاع يخرج معى للقتال ، لا يتعلق قلبه بالدنيا حتى انتصر عليهم باذن الله.

 و لأول مره يخرج بنُ اسرائيل والمؤمنون الموحدون بالله مع يوشع بن النون عليه السلام في مشهدٍ مهيب تقشعِر له الأبدان مع جيشٍ لا يقدر بالآلاف ، يريدون أن يفتحوا بيت المقدس فبعد أن اقترب النصر لبني اسرائيل وكان ذلك في يوم الجمعة ، أخذ الوقت يمضى ويقترب من الغروب ، فخشى يوشع بن النون عليه السلام أن يدخل يوم السبت فيتوقف قومُهِ عن القتال ،

 لأن شريعة بني اسرائيل تحرم عليهم العمل والقتال في يوم السبت ، والذي يبدأ مع دخول المغرب من يوم الجمعه

 فخاف عليه السلام أن يفقد الإنتصار وتصير الغلبة للعدو ، فسألهُ قومه : 

ماذا نفعل يا يوشع إذا غابت عنا الشمس ؟؟ فإننا سنتوقف عن القتال.

 فماذا يفعل يوشع عليه السلام ؟؟!!

 فأخذ ينظر إلى الشمس ويكلمها وكان ذلك أول نبي يكلم الشمس ويأمرها بأن تقف فقال :

*يا أيتها الشمس إننى مأمور وأنتى مأمورة ، و أنا مخلوق وأنتى مخلوقه وكلنا نسير في أمر الله عز وجل.

 ثم قال :

 اللهم احبسها علينا كى لا يدخل يوم السبت و حتى يأتي النصر

 فاستجاب الله تعالى له بمعجزة عظيمة لم تكن لنبي قبله ، وأمر سبحانه وتعالى الشمس بالتوقف عن المسير لحين انتهاء  هذه المعركه فتوقفت الشمس ، و بقى نهار الجمعه ثابتاً ، واستمر القتال بينه وبين القوم الجبارين الى أن نصره الله عليهم ودخل بيت المقدس فاتحاً لها ، ثم عادت الشمس إلى حركتها الطبيعيه.

- وقد روي عن أبي هريره رضي الله عنه انه قال ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :

إن الشمس لم تُحْبَسْ لبَشَرٍ إلا ليوشع لَيَاِلَي سارَ إلى بيت المقدس .

وبعد انتصار  بني اسرائيل ، قال لهم نبيهم " أن الله يأمرهم أن يُدخل الارض المقدسة سجداً ويقولوا حِطة " ، ولكن خالفت بنى اسرائيل أمر الله قولاً وفعلاً ، فدخلوا يزحفون على مؤخراتهم ويقولون حِنطة بدلاً من حِطة ، فغضب الله عليهم و أنزل عليهم عقاباً من السماء فأصابهم الطاعون  الذي قيل أنه قتل منهم في ساعه واحدة سبعين ألفاً ، فأدرك بنى اسرائيل عِظم الخطأ الذي وقعوا فيه فرجعوا إلى الله تعالى  واستغفروه عما بدر منهم ، فرفع عنهم الرِجز و تاب عليهم.

 هذا والله تعالى أعلم، وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبهِ اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متابعينا الأعزاء

لاتنسوا مشاركة هذا المقال مع أصدقائكم لتعم الفائدة