السلامُ عليكم مُتابعينا الأعزاء
فى قديمِ الزمان عاش نبيُُ كريم عليه السلام ، فقد ذكره الله تعالى في القرآن وعظمته الأديان ، فهو النبي ذو الكِفل عليه السلام
قال الله تعالى :" وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ " الأنبياء (85)
بدأت قصة ذى الكِفل عليه السلام ، عندما كَبَر نبيُ الله اليَسَع وقال فى نفسه :
لو أنى استخلفتُ رجلاً على الناس فأنظر كيف يحكم ، ويعدلُ بين الناس فإن كان عادلاً رحيماً جعلته خليفهً على الناسِ من بعدى.
فقامَ وجمعَ الناس وقال :
من يضمن لي أن يفعل ثلاثه أشياء أستخلفهُ من بعدى.
قال الناس وما هي ؟
قال اليسع عليه السلام :يصوم النهار ويقوم الليل ويعدِل فلا يغضب.
فقام رجلُُ بسيط و هو ذو الكِفل وقال :
أنــــــــــــــــــــاااا !!
فقال اليسع عليه السلام :أنتَ تصوم النهار و تقوم الليل ولا تغضب ؟!!!
قال ذو الكِفل :
نعــــــــــــــــــــــم !!
قال فرددهم ذلك اليوم ، وقال مِثل هاليوم الآخر ، فسكتَ الناس وقام ذلك الرجل و قال : أنااا
قال فرددهم ذلك اليوم ، وقال مِثل هاليوم الآخر ، فسكتَ الناس وقام ذلك الرجل و قال : أنااا
فاستخلفهُ ، فسماه الله ذا الكِفل لأنه تكفلَ بأمرٍ فَوفًى به.
فأراد إبليس أن يوقع ذا الكِفل فى الخطأ ، فأمر الشياطين قائلاً :
عليكم بـ ذى الكِفل ، اوقعوه فى الذلل !!!
فعندما عجزواا عن ذلك قال لهم إبليس :
دعونـــــــــــــــــى وإيــــــــــــــاااااه !!!
فجاءهُ إبليس فى صورة شيخٍ عجوز فقير ، بينما كان ذو الكِفل عليه السلام يأخذ مضجعهُ للقيلولة لينام ، فهو لم يكن ينامُ الليل تعبداً لله عز وجل ، وكان يقضى فى الناس حتى الظهر ، ثُم يأتى بعد ذلك ليأخذ قيلولة فى منزله ، ثُم يعود ليقضى بين الناس إلى الليل ، وهكذاا كانت حياته ....!!
أراد إبليس ان يثير غضب ذى الكِفل وبذلك يكون قد أوقعه فى الخطأ ، فطرق إبليس بابه ساعة قيلولته ،
ففتح ذو الكِفل وسأل من أنت ؟؟!!
فقال إبليس :
أنا عجوزُُ كبير فى السن وأتيتك فى حاجة ، ففتح ذو الكِفل الباب وبدأ يستمع إلى الشيخ و هو يحدثه عن خصومة بينه و بين قومه الذين ظالموه ، وأخذ يماطلُ كثيراً فى الحديث ، حتى حان موعد مجلس ذو الكِفل بين الناس وفات وقت قيلولته وراحته ولم ينم.
فقال ذو الكِفل :عندما أذهب الى مجلس القضاء فِائتِنى ، وانا آخذ لك حقك.
فانطلق ابليس مُنصرفاً ، فذهب ذو الكِفل الى مجلسه يقضى بين الناس ، وينتظر العجوز حتى يرد له حقه فلم يراه ، وعندما عاد ذو الكِفل إلى منزله ليأخذ القيلولة ، جاء الشيطان فى صورة شيخ مرة أخرى.
فقال له ذو الكِفل :ألم أقل لك أن تأتنى فى مجلس القضاء ؟
فقال له ابليس :
إنهم قومُُ خبثاء وإن عرفوا أنك جالس في مجلسك ، يقولون لى نحنُ نعطيك حقك ، وبمجرد أن تقوم من مجلسك ، جحدوا حقي من جديد.
فقال له ذو الكِفل :
آتنى بين الناس لأعطيك حقك.
فقال لبعض أهله :
لا تدعنَّ أحد يقرب هذا الباب حتى أنام فاني قد شق على النعاس
وأخذ ذو الكِفل مضجعهُ لينام ، فأتى الشيخ فمنعهُ الرجل من الدخول.
فقال إبليس : " لقد أتيته أمس وذكرت له أمرى وإنى اريده الآن !! "
فقالوا له : " لقد أمرنا أن لا ندع أحداً يقربه "
فلما زاد عناد الرجل وتصميه على أن لا يدعه يدخل ، نظر إبليس فوجد ثُقباً فى المنزل فدخل منه ، و دق الباب من الداخل فاستيقظ ذو الكِفل وقال للرجل : "ألم آمرك أن لاتدع أحداً يدخل على أو يقترب من الباب حتى أنام ؟!! "
فقال الرجل : " والله لم ندع أحداً يقترب فانظر من اين دخل ؟؟ "
فقام ذو الكفل فوجد الباب مغلقاً كما اغلقه ، ولم يكن هناك أى منفذ لدخول الرجل إلى المنزل ، فعرف حينها أنه إبليس ،
فقال : " ما أنتَ إلا عدو الله إبليس "
فقال إبليس : " نعــــــــــــم !!! "
فسأله ذى الكِفل عن سبب فعله كل هذا ؟!!
فقال إبليس :لقد سلطت عليك الشياطين لتوقعك فى الذلل فلم تقدر عليك ، فأردتُ أن أثير غضبك واجعل صبرك ينفذ فتقع فى الخطأ ، فلم استطيع تغير اي شيءٍ من صفاتك ، فظللت صابراً حليماً لاتغضب .
وفى النهاية
استدلَ علماء المسلمين بأن ذا الكِفل هو نبي من أنبياء الله تعالى ، وذلك حين اقترن الثناء عليه بالأنبياء المكرمين فى القرآن الكريم ، وهذا هو الرأى الأشهر والأرجح.
ولكن اتجه فريق من أهل العلم والمفسرين إلى أن ذا الكِفل كان رجلاً صالحاً يتمتع بصفات الانبياء ، من الحكمه والقسط والعدل ، حيث قام في قومه و تكفل لهم أن يكفيهم أمورهم ، وأن يقضى عدلاً بينهم ، ولما فعل ما وعدهم به ، سُمى بـ ذا الكِفل .
هذاا والله تعالى أعلم
متابعينا الأعزاء
لاتنسوا مشاركة هذا المقال مع أصدقائكم لتعم الفائدة