recent
أخبار ساخنة

من خلق الله ؟

من خلق الله ؟ من أين أتى ؟ ماهى بدايته ؟ اين يسكن ؟ ماذا يفعلُ مُنذُ قديم الاذل الى اليوم ؟
السلام عليكم متابعينا الأعزاء

سؤال ربما ورد الى أذهاننا مُنذُ الصِغر حين يُقال : 

إذا كان الله قد خلقنا وخلق العالم من حولنا

فمن خلق الله ؟ من أين أتى ؟ ماهى بدايته ؟ اين يسكن؟ ماذا يفعلُ مُنذُ قديم الاذل الى اليوم ؟ هل هو بالفعل إلهُُ طيب ؟ لماذا لا يَظهر او يُظهِر نفسه للناس؟ ما هي هيئته؟


 وقد تسأل من حولك هذه الاسئله التي هى فى الحقيقه نِتاج عقلٍ مُفكرٍ وباحث ، ولكنك بالطبع مثل جميعنا لا تأخذ اجابه مقنعه ، بل احياناً تواجه بتعنيفٍ ، أو يشعرونك أن مجرد التفكير في هذه الأسئلة هو بداية الكُفر بالله ، فيكون  رد فعلك الاول هو أن تغلق على أسئلتك في ادراج عقلك ، ولكن تبقي فى قرارة نفسك شكوكُُ تبحث عن يقين .

اخوتى الكِرام : من المعلوم ان الله سبحانه وتعالى هو خالق كل شيء فكيف يكون مخلوقاً ؟!!!
فهذا أمر مُحال ولايقبلهُ عقل أبداً

فَ في صحيح البُخاري عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لَنْ يَبْرَحَ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يَقُولُوا : هَذَا اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ ؟

 ذلك لو أننا فرضنا جدلاً ان هنالك خالقاً لله تعالى ، فسيقول السائل من خَلق خالق الخالق ؟؟ ثم من خَلق خالق خالقِ الخالق ؟؟
وهكذا يتسلسلُ الى مالا نهايه !! وهذا محال في العقول 
- أما ان المخلوقات تنتهي الى خالق خلق كل شيء ولم يخلقهُ أحدُُ بل هو الخالق لا سواه ، فإن هذا هو الموافق العقل والمنطق
وهو الله سبحانه وتعالى 
- أما من حيثُ الشرع والدين عندنا فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد اخبرنا عن هذا السؤال من أين مصدره ؟ وما هو علاجه ؟ والرد عليه ؟

فَ في رِوايةٍ في الصحيحين عن أبي هريره رضي الله عنه قال :  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يَأْتي الشَّيْطانُ أحَدَكُمْ فَيَقُولَ: مَن خَلَقَ كَذا وكَذا؟ حتَّى يَقُولَ له: مَن خَلَقَ رَبَّكَ؟ فإذا بَلَغَ ذلكَ، فَلْيَسْتَعِذْ باللَّهِ ولْيَنْتَهِ "

- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله قال : قال الخطابي على أن قوله من خلق ربك ! كلامُُ مُتهافتُُ ينقُض آخره وأوله لأن الخالق يستحيل ان يكون مخلوقاً ثُم لو كان السؤال مُتجهاً لاستلزم التسلسل وهو مُحال ، وقد اثبت العقل أن المُحدَثاتِ مفتقرة إلى ُمُحدث ، فلو كان مُفتقراً إلى مُحدِث لكان من المُحدَثات.

 وفي مرقاةِ المفاتيح شرح مشكاةٍ المصابيح ،  قال الخطابي لو أَذِن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مُحاجَّتهِ لكان الجواب سهلاً على كل موحدٍ ، أى بإثبات البراهين القاطعة على أن لا خالق له تعالى بإبطال التسلسل لهُ ونحوه ، كإستحضار على أن جميع المخلوقات داخلةُُ تحت إسم الخلق ، فلو جاز أن يُقال من خلقَ الخالق ؟ لأدى الى مايتناهى ...، وهو باطلُُ قطعاً.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم:
"لاَ يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ : هذَا ، خَلَقَ الله الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللّهِ ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذلِكَ شَيْئا فَلْيَقُلْ : آمَنْتُ بِاللّهِ".
قال رسول الله ﷺ: يأتي الشيطان أحدكُم فيقول من خلق السماء ؟ من خلق الارض ؟ فيقول الله - ثُم ذكر بمثلِه وزاد ورُسله

فَ في هذه الاحاديث بيانُ مصدر هذا السؤال ، وهو الشيطان الرجيم
 وبيان علاجه و رده ، وهو أن ينتهي عن الانسياق وراء الخطرات وتلبيس الشيطان ، وأن يقول :

آمنتُ بالله و رُسله وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

أما ما وردَ من الأدله على ان الله سبحانه وتعالى هو خالق الكون فكثيره جدا و محل هذه الاسئله كتب العقيدة ، لكن سنكتفى لكم بإشارة اشارةٍ سريعة الى أربعة أدلة من الكون نفسه تشهدُ بأن الله سبحانه وتعالى هو الخالقُ بل خالق كل شيء

 وقد اشار اليها ربنا في فاتحه سورة الاعلى حيث قال الله تعالى :
 " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى "

- والدليل الأول : وجود الخلق وهو يشهد بوجود خالقِه :

قال الله سبحانه وتعالى فى سورة الطور : " أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ " (35)

- والدليل الثانى : التسويه ومعناهُ ان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق بإتقانٍ بديع :

وهذا يظهرُ مثلاً في جوارحنا ، فما من جارحةٍ إلا اتقنها الله سبحانه وتعالى اتقاناً بديعاً ، حتى تؤدى تلك الجارحة وظيفتها التى ُخلقت من أجلها على أكمل وجه.
 قال الله سبحانه وتعالى في سوره النمل : " صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِىٓ أَتْقَنَ كُلَّ شَىْءٍ ۚ إِنَّهُۥ خَبِيرٌۢ بِمَا تَفْعَلُونَ "

- والدليل الثالث : التقدير ومعناهُ أن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيءٍ بتقديرٍ وحسابٍ وترتيب 

بحيث يتناسب مع مكان وجوده وزمانه ، وبحيث يتلائم مع غيره من الموجودات.
 قال الله سبحانه وتعالى في سورة القمر : " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ "
ومن الأدلةِ على ذلك : الشمس 
تلك التى تبعد عنا مسافةً لو نقصت لكان من الممكن أن نحترق ، ومن ذلك هذا التكامل بين النبات وسائر الحيوان ، فالنبات يتنفس ثانى أكسيدالكربون ويخرج الأكسجين ، وسائر الحيوان يتنفس الأكسجين و يخرج ثانى أكسيد الكربون.

- والدليل الرابع : دليل الهداية ومعناهُ أن الله سبحانه وتعالى هدى كل مخلوقٍ الى ما يُصلِحه.

 قال الله سبحانه وتعالى في سوره طه : " رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى "
ومن الأدلة على ذلك : المولود يولد فيهديه الله سبحانه وتعالى إلى ثدي أُمه.

الأخوه الكرام

ما بيناهُ من أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم علاجُُ نبوي كريم ، ناجعُُ إن شاء الله سبحانه وتعالى ، ونحن على يقينٍ لا شك فيه انك إذا أخذت به ، فسيذهب ما بِك من وساوس ولن ترجع إليكَ ان شاء الله تعالى.


متابعينا الأعزاء 
لاتنسوا مشاركة هذا المقال مع أصدقائكم لتعم الفائدة
google-playkhamsatmostaqltradent